قالك زمان كان الجنيه جبس !

قالك زمان كان الجنيه جبس !


"الأخ تاجر عملة.. والحاج من أيام الجنيه الجبس.. أبجني تجدني.. الفلوس الفلوس كل شيء ييجي بالفلوس"..

وإلى آخر تلك الأقوال والأمثال التي تؤكد لنا أن النقود عنصر مؤثر بشكل كبير على كافة نواحي حياتنا ليس لأننا ماديون – لا سمح الله - ولكن - على رأي نجيب الريحاني - هي كدة.. قسمتنا كدة.. جينا في الدنيا ولقيناها كدة..

المهم إننا في آخر الأمر تعاملنا مع الوضع وبقى معانا فلوس..


ارجع بدماغك لورا


يطلق لفظ "عملة" عادة على القطعة المعدنية التي لها صيغة قانونية تشير إليها النقوش المرسوم عليها.

وقد أشار هيرودوت إلى هذه الحقيقة عندما ذكر أن الليدين هم أول الشعوب التي ضربت النقود المعدنية من الذهب و الفضة في القرن الثامن قبل الميلاد.

واللد مدينة كنعانية وذكرت في الكتاب المقدس عدة مرات وعرفت بـ"لد" بضم اللام وغير اليونانيون اسمها إلى ليدا (Lydda) والمعروف أن كلمة "لد" في اللغة تعني الخصومة وهي كذلك قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين.

ويذكر أن قدماء المصريين لم يعرفوا استعمال النقود في بادئ الأمر، بل كانوا يستبدلون السلع بسلع أخرى بنظام المقايضة. ثم اتخذوا من الذهب والفضة حلقات وسبائك وقضبان يتعاملون بها في تبادل الأشياء الكبيرة، فكانت أول نوع من النقود أستعملها الإنسان.


قالك الجنيه زمان كان "جبس"


أما عن العملة المصرية فهي الجنيه المصري الذي يتكون من مائة قرش وألف مليم، وظهرت وحدة العملة في مصر 1839، وتم تقسيم الجنيه إلى مائة قرش على أن يكون الجنيه ونصف الجنيه من الذهب والعشرون قرش والعشرة والخمسة من الفضة..

وبعد أن تم إنشاء البنك الأهلي في 25 يونيو 1898 منحته الحكومة امتياز إصدار البنكنوت الورقي، فأصدر الجنيهات المصرية الورقية، وفي 15 يونيو 1918 أصدر الورق النقدي من فئة عشرة قروش.

وفي 18 يوليو 1918 صدرت الأوراق من فئة خمسة قروش كعملة مساعدة للجنيه ومضاعفاته، وفي 3 سبتمبر 1953 صدر آخر القوانين المعدلة لعيار العملة المعدنية من الجنيه و مفرداته وهنا ظهر الجنيه ذو الحجم الكبير الذي أطلقنا نحن عليه في وقتنا الحاضر الجنيه الجبس لكبر حجمه.


بجد ولا هزار


وعلى الجنيه المصري تجد ذلك التوقيع بقلم حبر اسود من وزير المالية.. وهذا التوقيع يوجد على الجنيه لأن الجنيه يعد عقد بينك وبين البنك الأهلي "الصادر للجنيه وقتها" إذا ما أخذته ورددته للبنك فتأخذ مقابله ذهبا.. و ده طبعا كان زمان.

أما الآن إذا ما أخذت الجنيه "العقد" وذهبت به إلى البنك لترده لهم فلن تأخذ ذهبا بل ستأخذ "في وشك".. ويرجع ذلك إلى أن قديما كانت الفكرة تقوم على وجود غطاء نقدي للجنيه من الذهب داخل البنوك.. أما الآن فنحن نعتمد على أسلوب تعويم الجنيه والذي صار بلا غطاء نقدي بالبنوك.. وتفتخر الحكومة حاليا بأنها "هي اللي عومت الجنية".. وغرقت!

ومن الواضح من هذا التاريخ للعملة المصرية أن صك جنيه معدني ذو لون ذهبي وخمسون قرشا ذات لون فضي ليس "إفتكاسة" بل هو عودة للتاريخ ليس إلا!