علامتان تبشران بقدوم شهر رمضان الكريم..

علامتان تبشران بقدوم شهر رمضان الكريم..
أولاهما عام لكل المسلمين وثانيهما خاص لأصحاب الحس المرهف الذين يقدرون جمال الكلمة والصوت والموسيقى وكلها هبات وضعت في تركيبة البشر بقيم تفاوتت بينهم. فما أسعد من نزلت في نفسه واستقرت فيها تلك المشاعر الصافية المحملة بالجمال والحب.

الأولى: هلال الشهر الذي يؤكد بداية صيام الشهر الفضيل وما يسبقه من استعدادات هي مستلزمات خاصة به فالكل في حركة وانتظار وترقب لإعلان بداية الشهر .

في كل أرجاء المعمورة يكون للمسلمين كل في بلده طقوس رمضانية بداية من تجهيز مأكولات وحلويات يتميز بها شهر رمضان عن شهور السنة كلها ، وعبادات مكثفة يحرص عليها حتى الكثير من الغير الملتزمين دينيا، وهذا فضل من فضائل الشهر الكريم إذ نرى وجوها غير مألوفة تتردد على المسجد في معظم الصلوات ويزدادون كثافة في صلاة التراويح وقيام الليل.

لرمضان شعور روحاني خاص ومميز ، ولعلنا كلما تقدم بنا العمر رجعنا نستذكر طفولتنا ومتعة الصيام فيها ومكافأة الأهل للمبتدئ ببعض الحلويات أو النقود أو الملابس الجديدة تشجيعا وبناءا لشخصية إسلامية.

كنا صغارا حين كان يقترب موعد آذان المغرب وتكون الاستعدادات على قدم وساق لتجهيز مائدة الإفطار فنرى الأطفال وقد تبادلوا الأدوار كل يخرج من بيته حاملا طبقا فيه بعض المأكولات أو الحلويات إلى بيت جيرانه البعيدين أو القريبين وكذلك يفعل أبناء الجيران فنرى الأطباق (الطائرة) في قبضات الصغار فرحين ومهللين ومسرعين كي يعودوا إلى بيوتهم مع سماع صوت مدفع الإفطار وارتفاع صوت المؤذن أو المؤذنون كل من مسجده الذي يطفئ الصائمون معه ظمأهم ويتناولون طعامهم.

يكبر الأطفال وتتبدل الطقوس الرمضانية في أشكالها ولا يتبدل جوهرها..فالشاب يتقبل الشهر بهمة وقدرة عالية يستطلع ويستفسر عن شروط الصيام الصحيح المكتمل الثواب ويحفظ ما تيسر من الآيات والأحاديث النبوية التي تصقل خـُلقه وتـُطـَوعُه لما يرضي الله .

ومنهم من يجــِدّ أكثر ويبقى على التزامه ومنهم من تفتـُرعزيمته بعد إنقضاء الشهر الكريم.

ما أجمل طاعة الشباب وخـُلقه الطيب إن فَهم ووَعـى معاني الدين الحنيف وقيمته العالية التي جاءت للناس تفسر لهم وتعلمهم وتوجههم إلى ما يرضي الله وإلى منفعتهم الدنيوية و عملا لآخرتهم.

قلنا أن علامتنا تبشران بقدوم الشهر الفضيل..
أما الثانية: فهي أغنية (رمضــان جــانا وفرحنــابه..اهــلا رمضان للفنان المرحوم/ محمد عبد المطلب) وأنا على يقين أن هناك الكثيرين جدا (مثلي) يشعرون بما فيها من سلاسة وشجن وحس روحاني شعبي جميل وبساطة في كلماتها مما جعلها مرتبطة في أذهاننا منذ سنوات بعيدة بقدوم الشهر الفضيل.

وإن الإذاعات العربية قد اجتمعت كلها على إذاعة هذه الأغنية بمجرد الإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان بالإضافة إلى القنوات الفضائية في عهدها الزاهر هذه الأيام.

وقد نجزم بأن هذه الأغنية لو لم يؤديها (طلب) لفشلت فشلا ذريعا ذلك أن صوته الشجي ذو الخاصية الشعبية قد أضاف إليها من المحسنات ما كانت تحتاجة وبدون هذه المميزات لما بقيت تتولد كل عام مع هلال رمضان..رحم الله فناني الزمن الجميل وأصواتهم الشجية التي مازلنا نرددها بحب لهم ولأغنياتهم.

هذه الأغنية لا تقل أهمية في حضورها عن (القطائف) و(الكنافة) التي يكثر التعاطي بهما في شهر رمضان، ولو استرسلنا في الحديث عن الصور الرمضانية فإننا لن نحصيها.
قولوا معانا: ((رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه وبقى له زمان..غنوا معانا شهر بطولة.. غنوا وقولوا ..اهلا رمضان))). وكل عام وأنتم بألف خير..


تحياتى : ماجيك العرب كريم

أغنية (رمضــان جــانا وفرحنــابه..اهــلا رمضان للفنان المرحوم/ محمد عبد المطلب)


طيب يا كريم